نشر الفساد والمجون والخلاعة هدف معلن أو غير معلن لقنوات أقل ما توصف بالفسق،
وأقل ما تستحق .. الحجر على أموال أصحابها،
شارب الخمر يجلد والزاني بحسب حالته يجلد أو يرجم، والسارق تقطع يده، إلى غير ذلك من حدود شرعية تهدف إلى حماية الأخلاق والعفاف،
حدود هدفها الأسمى حماية المجتمع الإسلامي والإنساني من كل ما يضر بالخلق والطهارة والاستقامة،
حدود تتطلع ليكون المجتمع المسلم أقرب للفضيلة، لا نقول مجتمع فاضل فنحن لا نعيش في جنة الخلد، بل مجتمع يتطلع للفضيلة ويمشي بثبات على خطاها،
لقد سمع الكل مؤخرا بزوج حديث الارتباط عمد إلى كسر يد زوجته الشابة لأنها رفضت فسق زوجها
الذي بوقاحته أدمن مشاهدة نساء كاسيات عاريات مميلات، رجل لم يخجل من زوجته فجاهر بمعصيته وتطاول عليها فكسر يدها بسبب كونها لم تحتمل تصرفاته الهوجاء واستنكرت وقاحته وسفاهته فضغطت على زر الإقفال،
وأوقفت الهرج والمرج الذي تتبعه بعض الراقصات في تلك القنوات، فعلت ذلك اعتقادا منها أنها ستنهي تسمر زوجها أمام شاشة التلفاز، وهي تبث نساء مؤهلاتهن منحصرة بكل ما هو مشين.
والكلام هنا موجه لأصحاب تلك القنوات الذين لم يوقروا تعاليم دينهم، ولم يحترموا وطنهم ولا نظامه ولا شعبه، وتطاولوا على ذلك كله وتمادوا في ذلك، أوجه لهم كلاما محددا، فلو على فرض أنكم نجوتم من القضاء وهذا مستبعد لأنكم تجاوزتم الخطوط الحمراء
ولامستم خصائصنا الدينية والوطنية بما يشين، واعتديتم على النظام العام وتحايلتم عليه، أكرر على فرض أنكم نجوتم من القضاء، فكيف لكم أن تنجوا من عقوبة المولى سبحانه،
فالفسق الذي امتهنتموه لا يرتبط بكم وبأسركم فقط، فقد عمدتم على تمويله ونشره وبثه في مجتمعنا وفي غيرها من المجتمعات، واستعنتم على ذلك بكل الوسائل المتاحة، ودخلتم البيوت وخربتموها، قولوا لنا بماذا ستواجهون الحساب هل ستقولون :
إنكم فعلتم ما فعلتم شكرا للمولى سبحانه الذي أنعم عليكم بالمال،
أما أن تعمد وبمهنية قذرة إلى نشر الفسق والفساد وبشكل علني بذلك وتتباهى فأمر آخر.
وكمجتمع لا أستبعد أننا بسكوتنا على هذه القنوات سنجد غدا أو بعد غد قناة تمتهن إظهار الطرف الآخر بمظهر مقزز ومقرف، وهنا أوجه استفسارا لذاك الزوج
هل ستكسر الزوجة يدك إذا ما عمدت إلى إقفال التلفاز نظرا لإدمان زوجتك متابعة ما يبث عبر تلك القناة المقززة؟
ثم ما هو موقفك لو حاولت منعك بنقاش حاد أو استمرت في متابعتها ليس أمام عينيك، كما فعلت بوقاحة وقلة أدب، بل عمدت لمتابعتها سرا؟
أعلم كما يعلم الجميع أنك ستقبل وستبرر إدمانك مشاهدة تلك القنوات الفاسدة، ولكنك لن تقبل إدمان أهل بيتك على قنوات تهتم بنشر القذارة للطرف الآخر.
واليوم أشارك شباب وشابات بلادي حملتهم التي أطلقوها على صفحة "الفيس بوك"
لجمع مليون توقيع (لمحاربة فضائيات الرقص الماجنة، التي تُدعَّم برأس مال سعودي، مطالبين شركات الاتصالات السعودية بإيقاف خدمات رسائل
(sms) عنها،
ومؤكدين أن هذه القنوات بدأت خلال السنوات الماضية بثها، وانتشر صداها بين الكثير من المشاهدين، الذين تأثروا بما يُعرض فيها من أغان ورقص ماجن وخليع.
وأوضحوا في حملتهم أنه انتشر مع هذه الفضائيات "شريط الإهداءات"، عن طريق خدمة الرسائل القصيرة، الذي يحتوي على الغزل والكلمات المبتذلة، وتبادل أرقام الهواتف والعناوين البريدية، مضيفين أن هذه المحطات تسببت في هدم بيوت الكثير من الأُسَر ونشر الفساد وهدم القيم والمبادئ الأخلاقية، وأقول لو لم تستطع وزارة الإعلام السعودية السيطرة على هذه القناة كونها تبث من خارج البلاد،
لأمكن لنا النظر إلى الدول العربية -الصديقة- لمنع بث أمثال هذه القنوات عبر أراضيهم سواء كانت بأموال سعودية أو غير سعودية، ويمكن لوزارة التجارة فرض بعض الشروط على ممارسة الأعمال التجارية لهؤلاء إذا ثبت وبدليل قاطع أنهم ممولون لتلك القنوات، فما يقدم على شاشات تلك القنوات يمس الأمن العام ولا يتعلق فقط بحياة الأسر الخاصة، فالتجاوزات الأخلاقية التي ازدادت تتعلق بشكل أو بآخر بتلك القنوات وموادها، أما "وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات" السعودية فهي قادرة
-بحول الله سبحانه-
على إصدار قرار فوري يحفظ هواتفنا النقالة من تلك الرسائل النصية التي تقتحم حياتنا عنوة
وتصيبنا بضيق واشمئزاز بل هي قادرة على إصدار قوانين وعقوبات رادعة لأصحاب تلك الرسائل، وهو ما ننتظر منها عاجلا غير آجل.. فهذه الرسائل على انحلالها لا تفرق بين طفل وامرأة، شيخ مسن أو شاب يافع، فكل هؤلاء ودون أي رادع من أخلاق أو خجل تقتحم عليهم تلك الرسائل الملغمة بكل فساد.
كما قرأت عبر أحد المواقع الإلكترونية رأياً للشيخ الدكتور "غازي الشمري" رئيس لجنة التكافل الأسري في إمارة المنطقة الشرقية، في هذه الحملة، والذي قال: (إن هذه القنوات ساهمت بشكل كبير في هدم الكثير من الأُسَر، وتسببت في طلاق عدد من النساء)، كما أضاف:
(أنه توجَّه بالنصح إلى أصحاب هذه القنوات بأن يخافوا الله بما يفعلونه من نشر الرذيلة بين المسلمين، وأن يقوموا على الفور بإغلاق هذه المحطات التي تسبب مشاكل بين الأزواج والأُسَر)
مشيرا إلى اتصال أجراه مع المواطن(علي سعد) الشريك في إحدى تلك القنوات، لينصح ويطلب إيقاف القناة، وكان رد (علي سعد)
كما ذكر الدكتور غازي: (أنه انسحب من القناة وتبرأ منها، مبدياً ندمه على ذلك).
وأختم هذه السطور بقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام:
(إن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله) رواه مسلم